الرئيس الراحل حافظ الأسد
سيرة مجيدة سجلها التاريخ بأحرف من نور

عن صحيفة تشرين
سورية دولة مثلها مثل كل دول العالم، ينطبق عليها ما ينطبق على كل دول العالم... يتعاقب عليها الحكام وتتوالى فيها التجارب، ويأتي إليها الحكام ثم يغيبون.. وكتب التاريخ هي التي تتولي تسجيل سيرهم، انجازاتهم واخفاقاتهم، ومع الوقت تغيب عن ذاكرة الأجيال اسماء الكثيرين من الحكام والساسة والقادة، وقليلون جداً الذين تبقى اسماؤهم في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل، وأقل عدداً منهم الذين فرضوا اسماءهم على كتب التاريخ وعلى ذاكرة الأجيال وتركوا في زاوية من زوايا الوطن أثراً لهم.. وفي كل حدث عظيم في تاريخ شعوبهم بصمة من بصماتهم، وفي كل صرح من صروح العلم والفن والثقافة والتقدم والازدهار مأثرة لا تذهب بها الأيام.

وقد تعاقب على حكم سورية منذ وجدت وكانت، حكام كثيرون جداً. إلا أن قليلين منهم، هم الذين ظل ذكرهم على كل لسان، وتناقلت مناقبهم الأجيال وحفظت الحجارة والصروح والانجازات العلمية والثقافية والحضارية اسماءهم عبر مراحل التاريخ. ‏

والرئيس الراحل حافظ الأسد هو واحد من أهم الحكام الذين تعاقبوا على سورية وتركوا فيها من الانجازات في جميع الميادين، ما جعل اسمه يكتب بأحرف من نور في تاريخ سورية، وما جعل اسمه رمزاً للحكمة في الحكم والشجاعة في الملحمات، والصمود في التصدي للاعداء، والريادة في اقتحام الصعاب والتفاني في خدمة الشعب والتماهي مع أهداف الشعب وجماهير الأمة.



ويعجز المرء عن الاحاطة بمواقف الرجولة والبطولة التي تميزت بها مواقفه الرجولية والقومية في أيام الرخاء وأيام الأزمات، في أيام السلم وأيام الحرب.. وسيرته مجيدة في كل الأيام منذ أن خرج للتظاهر ضد الاستعمار الأجنبي في شوارع اللاذقية وغيرها، وحتى وقف على رأس سورية البطلة في معارك الأمة المجيدة من أجل سلامة الوطن العربي وتحقيق أهداف الجماهير في الوحد ة والحرية والاشتراكية وعلى رأس الجماهير العربية في التصدي للحروب والاعتداءات الاسرائيلية والاستعمارية التي استهدفت سورية وأقطار وشعوب الوطن العربي. ‏

وليس من فراغ جاءت قيادة النضال القومي اليه منقادة، فقد وجدت فيه الجماهير القائد الذي لم ينفصل عنها ولم يتخل عن اهدافها وتطلعاتها وكرامتها، فازداد قوة بها وازدادت قوة بقيادته وحكمته وشجاعته وبعد رؤياه وصواب إقدامه واحجامه في اطار الالتزام القومي والوطني. ‏

واذا كانت سورية دولة صغيرة بالمقاييس الرقمية، فقد تحولت مع الرئيس حافظ الاسد الى دولة رائدة في امتها، ورقم صعب لاعدائها، وسند دائم لكل من يعمل للحريةوالتقدم والسلام وحق الشعوب في تقرير المصير.. واليه يعود فضل كبير في إقدام سورية ومصر على الإعداد لحرب تشرين التحريرية، وعلى خوض غمارها... تلك الحرب التي اعادت الى العرب ثقتهم بأنفسهم وحطمت الى الابد اسطورة جيش «اسرائيل» الذي لايهزم. ‏

لقد بنى القائد الراحل فأعلى البناء ،وغادر تاركا للاجيال الحاليةوالآتية ارثا في جميع الميادين.. ‏

أسس لمسيرات التحديث والتطوير والتقدم والمجد... وليس عجبا ان تظل ذكراه العطرة في ذاكرة الجماهير تزداد ألقاً عاما بعد عام، ويزداد تعلقها بنهجه وخطه،ويزداد تصميمها على متابعة مسيرة البناء والتحرير، لتحرير كل ذرة تراب من تراب الارض المحتلة، وجعل العلم العربي يرفرف فوق كل منطقة من الوطن العربي، ولجعل حياة المواطنين حياة يسر ورخاء وتقدم وتطور مستديم وسلام وأمن. ‏